][*][ بقلمي : عَوْدَةُ الحَيآَةْ ..مِنَ اَلأْعْمَـآقْ.. ][*][

بسم الله الرحمن الرحيم..
السلآم عليكم ورحمة الله وبركـآنه..}
*
تحية رقيقة لجميع مبدعي هذآ القسم ،،
أضع بين يديكم أحبآئي قصتي المتوآضعة الأولى ،،
- على أمل أن تنـآل اعجـآبكم ،،

قرآءة ممتعـة ،،
*
طرْق على البآب ،،
- تفضـل ،،
*سيدي هـل تريد شيئآ ؟
- لآ ، بإمكـآنك الانصرآف ..اذهب الى عآئلتك ،،..
* حقـآ يآ سيدي ؟؟ شكرآ جزيلآ لكـ ،، أنـآ ممتن ..
ذهب الخآدم واغلق البآب خلفه محآولآ كتمـآن فرحه،،!
---------------------------------
- سمـآء سودآء مـآطرة ، لطـآلمـآ كـآنت الونيس لقلبي الغآضب ..!
شآهِدة على ثورآتِ نفسي، واهتيآج أعمـآقي..
ارتديت حلة القسوة رغمـآ عني ..فيجب أن أبقى متشبثآ بهذه الحيآة الكئيبة ..
وان وصل بي الحد لأن احآرب جميع من حولي .. !
مسحت "الرأفة " من قلبي منذ زمن .. والحب ، قد نسيته وأزلته من قوآميسي..!
مـآ أصعبهـآ من أيآم تمر ومـآزآلت تمر ،،
كل مـآلدي الآن قسوتي وصمتي الحـآد ..
---------------------------------
الثقة ، تلك الكلمة فقدت معنـآهـآ بمرور السنوآت ، أنسآني ايآهـآ الزمنــ ،،
بمن أثق وكل من حولي ذئآبآ طآمعـة ..!
رَسم المـآل ملآمحهم التآفهـة ،، وتشكلت حيآتهم من جشع وطمع أعمى بصيرتهم ،،
تلهث نفوسهم سعيآ ورآء المستحيـل حتى ، وذلك من أجـل قرشِ وآحد ،،!
عجبآ يآ زمن ، عجبآ ، أتسـآءل / هـل غيرتَ نآسك الى هذه الدرجـة ؟؟ أم هم من غيروك ؟؟
مـآ هذآ التنـآقض ..
أسمي نفسي محآربآ هآربآ ،، لآ أتعجب ان قلت أنني أفتخر بهذآ ..!

لربمـآ تتسآءلون كيف يفتخر بنفسه بـ " هربه "..
؟

*

- آنّـآ مرحبآ عزيزتي ...

آنّـآ : أهلآ سيدة رين ..تفضلي بالجلوس ، أخبريني كيف جرت المقآبلة مع السيد تومـآس ؟

رين : في الحقيقة عزيزتي جرت بشكل نآجح ، وسأتوظف في شركته قريبآ بإذن الله ، ولكن..لهجته الخطآبية حآدة متزنة بشكل لآفت ..!

آنـآ : فهمتك سيدتي .. تتسآءلين كيف أصبح هكذآ وهو مـآزآل في ريعـآن شبآبه ، صغير السن ، صحيح ؟

رين : في الوآقع ، أجـل ..فقد أدهشني ذلك!!

بدت ملآمح التوتر اليآئس تعتري وجه الشآبة آنـّآ ،، مع انهـآ حآولت اخفـآء ذلك ،،

صمتت آنـآ فترة ثم قآلت بهدوء ملفت : وددت إجآبتك سيدتي .. لكن لآ أجد مـآ اخبرك به..

رين : مـآبكِ عزيزتي ، أهنـآك شي مـآ ؟

آنـآ : لآ..لآشي ، كل مـآ هنـآلك أنكِ لن تقتنعي ان أخبرتك بأن هذآ هو طبعه ..!

رين : لمـآذآ لآ اقتنع ، وقد رأيت العجآئب في زمني .. هههه لآ عليكِ ، كـآن مجرد فضول لآ أكثر ..

آنـآ : شكرآ ، والآن اسمحِي لي بالذهـآب ، عن اذنك..

---------------------------------

ارتدت آنـآ معطفهـآ وغـآدرت بنـآء الشركة في ذلك الجو المـآطر ..

من أحد نوآفذ الشركة عآليآ .. يقف الشآب تومـآس محدقـآ الى السمـآء ، حتى انتقلت نظرآته الى تلك الشآبة الجميلة آنـآ ، وهي تمشي ..

ثم شرب من كأسه التي يحملهـآ ، وأخذته الذكرى الى أيآم الطفولة البريئة..
كـآنت أيآمـآ عنوآنهـآ النقـآء والصفـآء الطفولي ، لآ يشوبهـآ سوآد الحيآة الخآرجية ،،
*
رجعت آنـآ الى شقتهـآ المتوآضعـة ، غيرت ملآبسهـآ وجلست لتريح جسدهـآ من عمـل المكتب المرهق ،،
استرعى نآظرهـآ برق السمـآء ، وتنـآهى الى مسآمعهـآ ذلك الصوت الخشن ، صوت الرعد ،
انقطعت الكهربآء وقتهـآ ، فأحضرت شمعـآ وأضآءته بقدآحة قديمة ، ،

واخذت تنظر الى تلك السمــآء الرعدية وتتذكر تومـآس والقدآحة في يده الصغيرة ،،

---------------------------------

كـآنـآ يقطفـآن بعض الثمـآر قريبآ من الملجأ (الميتم)..فابتعدآ قليلآ حتى بدأ الظلآم بالحلول ،،

يمشي الطفلآن وترتسم على محيآهمآ ضحكـآت الطفولة ، سعيدين بمـآ قطفـآه ،،

بينمـآ كـآن تومآس يقطف ، وجد تلك القدآحة القديمة ،،

تومـآس: آنـآ تعآلي وانظري مـآذآ وجدت !!

آنـآ : مـآذآ؟

تومآس : انهـآ قدآحة جميلة ، انظريييي،،

أجآبته آنـآ بكل برآءة : اتركهـآ حتى لآ تحرق بهـآ نفسك ، انهـآ خطييييرة ..

تومـآس: سأحتفظ بهـآ دآئمـآ..

آنـآ : ولكن لمـآآآذآ ؟

تومـآس : نعم سأحتفظ بهـآ ، فعندمـآ يقرر رجل شرير أذيتنـآ سأحمي نفسينـآ بهـآ .. وأكمل بصوت عآلِ فرح: سأحرقه بهـآ ، فأنـآ قوي وستسآعدني قدآحتي الجميلة..^.^

آنـآ : طفـل صغير -_-

تومـآس: أقلتِ شيئـآ .,..؟

آنـآ : هيآ لقد تأخرنـآ فلنعد حتى لآ يعآقبنـآ مدير الميتم ، ألم تسأم ضربه الدآئم يآ تومـآس ..؟!

تومـآس بصوت طفولي بآهت : لآ تقلقي فلقد اعتدت على قسوته ..!

عآد الصغيرآن ومـآزآل تومـآس محتفظـآ بتلك القدآحة ،

وعندمـآ دخلآ ، رمقهمـآ المدير بنظرآته المخيفة صآرخـآ بصوته الأجش : أين كنتمـآ ؟؟

آنـآ بخوف كبير وعيون دآمعة : كنـآ نجمع الثمـآر يآ سيدي ..

المدير صآرخـآ : ولمـآذآ كل هذآ التأخير ..هـآ !!!!
هيآ الى غرفة العقـآب أمـآمي ،، هيـآ ..!

تومـآس: أرجوك يآ سيدي ، آنـآ ليس لهـآ ذنب بمـآ حدث..

أمسك المدير بذرآع تومـآس الصغير بقوة صآرخـآ بصوته أمـآم جميع الأطفـآل ،قآئلآ: أذآ ستنـآل أنت حصتهـآ من العقآب ..!

---------------------------------

عوقب تومـآس وحُبس ليوم كـآمل بلآ طعـآم ولآ مـآء ،، وسط ذلك الظلآم الموحش..
هنـآك بين أركـآن تلك الغرفة جآلسآ يضم جسده النحيل بين الظلآل..

حآولت آنـآ تسريب الطعـآم اليه ولكن تم تهديدهـآ ،،

*

مضت السنوآت واصبح تومـآس في الـ 14 من عمره ،، وآنـآ تصغره بعآمين ،،

لكل مرءٍ أحلآمٌٍ عريضـة ، لآيقف أمـآمهـآ الفقر ولآ صعوبة الحآل بالنسبة لتومـآس ،،

فقرر الهرب من ذلك الملجـأ ، أرآد دآئمـآ أن يثبت نفسه بين رجـآل الاعمـآل الكبآرمهمـآ كـآن الثمن ،،ويجمع المـآل من أجـله من أجل صديقته الوحيدة آنـآ ،،

طموحـآت شآب لم تقف أمـآمه قسوة مديرٍ أو غيرهـآ ،،

وجـآء ذلك اليوم المنتظر ،،

وفي آخر الليل ،، تسلل لخآرج الملجـأ مع آنـآ ،، أمسك بيدهـآ قآئلآ : هيآ بنـآ ،،

الآ أنهـآ توقفت ، أخبرته أن وقت رحيلهـآ لم يحن بعد ،، وحآولت اقنـآعه بأنهـآ ستلتقيه يومـآ مـآ ،،
غضب تومـآس من قرآرهـآ ولكنه لم يعترض ، فتلك رغبتهـآ ،،
ودعهـآ ،، ولكن ترك معهـآ تلك القدآحة ذكرى بينهمـآ ،، وهرب ،،
*
بدأ تومـآس رحلته القآسية في العآلم الخآرجي،،بحث عن عمـل،، بل أعمـآل .. ليجمع المـآل ،، ويحققه حلمه،،
ولكن عآنى الكثير من القسوة والجوع والتشرد ،، فقد كـآن البشر ذئآبآ تحتقر بعضهـآ !
لآ ترى أمـآمهـآ صغير ولآ كبير ،،
ومع هذآ ، ازدآد تومـآس رغبة في المضي قدمـآ ،، ولكن ،، ادرك أن شخصيته الهآدئة الطيبة لن تنفع معهم ، فأصبح قآسيآ صلبآ ــ
ومضت السنوآت وبدأ صيت ذلك الشآب يعلو بين أروقة ذلك المجتمع ،، مجتمع الرآقيين ذوو أعلى المستويآت ،،
تفوق بذكآئه على الجميع ، وأثبت وجوده رغم أنوفهم !
اذهلتهم قدرته ، لبآقته وصلآبته .. ،،
يتسآءلون : كيف لذلك الصغير ان يصبح هكذآ !!
*
شركة خآصة مرموقة ، أصبحت ملكـآ لتومـآس،،
حقق حلمه ،، ولكن شعر بنقص مـآ ،،
---
آنـآ صديقته الوحيدة ، بكل أسف تمكنت قسوة الزمن من إزآلة ذكريآتهـآ ،، لم يعد يتذكرهـآ كالسآبق ،،
لآيذكر عنهـآ سوى اسمهـآ ،،
وفي يوم من الأيآم تقدمت آنـآ الى شركته ،، تطلب عملآ،،
كـآنت تعرف ان مـآلكهـآ تومـآس ،، صديقهـآ القديم ،، ولكن لم تشأ ان تذكره بنفسهـآ ،،
فأين هي منه ! ،،
تقول في نفسهـآ :
شآب وسيم ، ذآ نفوذ وسلطة ،، أمـآ هي فتـآة بسيطة من طبقة عآدية ، كيف يقبل بي صديقة أصلآ !!
*
قآبلهـآ تومـآس ،، بدت مألوفة اليه ،، لكنه لم يكترث ،،

وقبلهـآ موظفة في أروقة مكتبه ،،

تومـآس ، اسمٌ صآحَبَته القسوة والصلآبة ، لم يره احد يبتسم ولو لمرة !!

وعندمـآ دخل ذلك الخآدم واخبره تومـآس بأنه يمكنه الرحيل كـآن ذلك على غير عآدة !
طيبةٌٌ مـآرّة ،،مختفية ،،

____________________________________________

بعد 3 سنوآت ، وفي آخر أيآم الاسبوع " المنتظرة" اجآزة ،،

ينهي الموظفون اعمآلهم ،، ويعودون الى عآئلآتهم ،،
الآ آنـآ ، تمضي وقتهـآ في العمـل ،،
استغرب تومـآس لذلك ،،

ذهبت الى أحد الغرف لتحضر ورقـآ مهمـآ ،،

أمـآ تومـآس فتوجه لمكتبهـآ ،،وبالصدفة وجد تلك القدآحة أسفل كرسي مكتبهـآ ،، (وقعت خطأً)

صدم لمـآ رآه ،، وعـآدت آنـآ ــ ،،

آنـآ : أهنـآك شئ مـآ يآ سيدي؟

تومـآس متوترآ : من أين لكِ هذه؟
صمتت آنـآ ، حآئرة ، تفكر بمـآذآ تجيبه ..
تومـآس قآئلآ بحدة : أجيبيني ، كيف حصلتِ عليهـآ !!
*
السآعة الثآنية عشرة بعد منتصف الليل ، يجلس تومـآس وحيدآ كالعـآدة في مكتبه ،
أمـآ آنـآ فقد عـآدت الى شقتهـآ ،،
مـآزآل منصدمـآ بعدمـآ عرف الحقيقة ، وبعد تلك السنين يلتقي بصديقته ،،
قد ظن في بعض الاحيان انهـآ مـآتت!!
خذلته الكلمـآت وقتهـآ ولم يحآدثهـآ بشئ،، فانسحب ،،
أعـآدت اليه ذكريآت الطفولة ،، وسنوآت المعـآنـآة ،، ومرآرة التشرد ،،
يقول:
- لآ أدري ، هـل أضحك على نفسي !! ، أم أبكي من تشتت ذهني !!
أبعد تلك السنوآت وهي معي ، أعرف الآن ،، !
مـآ أصعبهـآ من لحظة ،،
*
يومـآن ،، غآبتهمـآ آنـآ على غير عآدتهـآ ،،
فلم تغب يومـآ عن عملهـآ ،،
لم يستطع تومـآس اخفـآء قلقه ، فتوجه الى شقتهـآ ،، لكنه لم يجدهـآ ،،
بحث عنهـآ ، الآ انه عجز عن ايجآدهـآ ،،
كالعـآدة ،، جو مـآطر والكآبة سآئدة ،،
مضى اسبوع ولم يرهـآ ،،
لكنه لم يكلّ البحث ابدأ،،

ورده اتصـآل مفآجئ من أحد مشآفي المدينة ،،

" من يرآه ، لآ يستطيع أن يميز ملآمحه من هول مـآ سمع بالنسبة اليه !! "

رمى الهآتف من يده ، صآرخـآ ، ثآئرآ ،،
" لآ اريد أن أجتمع بالألم ثآنية ، لآآآ أريد !! "
انكسرت كأسه اثر وقوعهـآ ، كعلآمه للحظ السئ

*

آنـآ بين الحيآة والموت ،، لكنهـآ مآزآلت تصآرع،،

هنـآك مـآ يدفعهـآ للعيش ،، رغبتهـآ بالحيآة رآئعـة ،،عجز الأطبآء عن ادرآكهـآ !!
تعرضت لحآدث مريع من أحد الشبآب ، سآق سيآرته بسرعة فآئقة وهو ثمل سكير ،،
وكـآنت هي من صدمهـآ ،،
هي الآن في العنـآية الفآئقة ،،

_________________

هرع تومـآس اليهـآ ،،

وبعد فترة من الوقت والانتظـآر المرير،،
تمكن من رؤيتهـآ وهي في أصعب حآلآتهـآ ،،
دخل اليهـآ ، أمسك بيدهـآ ،،
مشآعره لم يفهمـآ أبدآ ،، كأنه خُلق من جديد ،، وعـآد كمـآ كـآن ،،
ذهنه في عـآلم الشتـآت ،، وأحآسيسه متنآقضة ،،

لم يستطع اخبآرهـآ الآ بشئ وآحد فقط ،،بكـل حرقة وقوة أخبرهـآ :

" سلبني الزمن حيآتي كلهـآ ،، قيمي وشخصيتي ،، لكنه لن يستطيع سلبكِ مني وان ابى !!! "

*

من تعمق بقتصتي لوجد أن تومـآس افتخر بهروبه من مآضيه الأليم والمرير،، بسبب رغبته القوية في الحيآة ومقآومة الصعوبآت ،،

رغبته ابقته حيآ رغم هذآ كله ،، لم يستطع جعل مآضيه يمر لحظة امـآم فكره ،، فكـآن دآئم الهروب منه لحآضره ،،
حررت آنـآ ذلك الحب العفوي الضآئع بين غيآهب أعمـآقه ،، أحبهـآ منذ صغره ،،

وأنسـآه الزمن ذلك الحب فأصبح ضمن مـآضيه ،،

لقد أعـآدته الى الحيآة .... من الأعمـآق ..

" لم يٌعرف بعد ان كـآنت ستحيآ آنـآ ، أم لآ "

تمت /

بقلم : كوآري
تحيتي

*

][][ بقلمي : عَوْدَةُ الحَيآَةْ ..مِنَ اَلأْعْمَـآقْ.. ][][